القمّيّ عن الباقر عليه السلام : أي يَفْرَحُونَ بكتاب الله إذا يتلى عليهم وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعاً من الفزع والحُزن مِنَ الْأَحْزابِ وممن تحزّب على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم بالعداوة مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ وهو ما يخالف شرايعهم قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ فانكاركم إنكار لعبادة الله وتوحيده إِلَيْهِ أَدْعُوا لا إلى غيره وَإِلَيْهِ مَآبِ وإليه مرجعي لا إلى غيره قيلَ يعني هذا هو المتفق عليه بين الأنبياء فأمّا ما عدا ذلك من التفاريع فمما يختلف بالعصور والأمم فلا معنى لانكاركم المخالفة فيه وأنتم تقولون مثل ذلك.
(٣٧) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ ومثل هذا الانزال أنزلناه مأموراً فيه بعبادة الله وتوحيده والدّعوة إليه وإلى دينه حُكْماً عَرَبِيًّا حكمة عربية مترجمة بلسان العرب وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ في أمور يدعونك إلى أن توافقهم عليها بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ بنسخ ذلك ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍ ينصرك وَلا واقٍ يمنع العقاب عنك وهو حسم لأطماعهم وتهييج للمؤمنين على الثبات في دينهم.
(٣٨) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ بشراً مثلك وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً نساءً وأولاداً كما هي لك.
في الجوامع كانوا يعيرون رسول الله بكثرة تزوّج النساءِ فقيل إنّ الرسل قبله كانوا مثله ذوي أزواج وذرّيّة.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : فما كانَ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إلّا كأحد أولئك جعل الله له أزواجاً وجعل له ذرّيّة لم يسلم مَعَ أَحَد من الأنبياء من أسلم مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته أكرم الله بذلك رسوله وفي رواية أخرى : فنحن ذرّية رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم وَما كانَ لِرَسُولٍ وما صحّ له ولم يكن في وسعِهِ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ يقترح عليه وحكم يلتمس منه إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ فانّه القادر على ذلكَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ لكلّ وقت حكم يكتب على العِبادِ ولهم ما يقتضيه صلاحهم.