أُمَمٌ أرسلوا إليهم فليس ببدع ارسالك إليها لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لتقرأ عليهم الكتاب الذي أوحينا إليكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ وحالهم أنّهم يكفرون بالواسع الرحمة الذي أحاطت بهم نعمته ووسعت كل شيءٍ رحمته فلم يشكروا نعمه وخصوصاً إرسال مثلك إليهم وانزال مثل هذا القرآن المعجز عليهم قُلْ هُوَ رَبِّي أي الرحمن خالقي ومتوليّ أمري لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا يستحق العبادة إلّا هو تعالى عن الشركاءِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ في نصرتي عليكم وَإِلَيْهِ مَتابِ مرجعي فيثيبني على مصابرتكم ومجاهدتكم.
(٣١) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ زعزعت عن مقارها أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ تصدعت من خشية اللهِ وتشققت أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى فتسمع فتجيب لكان هذا القرآن لعظم قدره وجلالة شأنه.
القمّيّ قال لو كان شيء من القرآن كذلك لكان هذا.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام : وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً بل لله القدرة على كل شيءٍ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا قيل أي أفلم يعلم وهي لغة قوم من النّخع وقيل إنّما استعمل اليأس بمعنى العلم لتضمنه معناه لأن اليائس عن الشيء عالم بأنّه لا يكون.
وفي المجمع : قرأ عليّ وعليّ بن الحسين وجعفر بن محمّد عليهم السلام أفلم يتبين قيل وينسب هذه القراءة إلى جماعة من الصّحابة والتابعين وهو تفسيره أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا من الكفر وسوءِ الأفعال قارِعَةٌ (١) داهية تقرعهم من صنوف المصائب في نفوسهم وأموالهم أَوْ تَحُلُ القارعة قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ فيفزعون منها ويتطاير إليهِم شررها كالسرّايا التي يبعثها رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم فتغير أحوالهم وتختطف مواشيِهم حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ
__________________
(١) القارعة البليّة التي تقرع القلب لشدّة المخافة والقرع الضّرب بشدّة الاعتماد وقوارع الدّهر دواهيه.