كلما رأت المرأة من حيض في أيّام حملها زاد ذلك على حملها وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ بقدر لا يجاوزه ولا ينقص عنه.
(٩) عالِمُ الْغَيْبِ ما لا يدركه الحسّ وَالشَّهادَةِ ما يدركه (١) الْكَبِيرُ العظيم الشأن الذي كلّ شيءٍ دونه حقير الْمُتَعالِ المستعلي على كلّ شيءٍ بعظمته.
(١٠) سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ في نفسه وَمَنْ جَهَرَ بِهِ لغيره وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ طالب للخفاءِ في مختبأ (٢) بالليل وَسارِبٌ (٣) بارز بِالنَّهارِ يراه كل أحد.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : يعني السّرّ والعلانية عنده سواء.
(١١) لَهُ لمن أسرَّ أو جهر أو استخفى أو سرب مُعَقِّباتٌ ملائكة يعقب بعضهم بعضاً في حفظه وكلاءته مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ من جوانبه يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ قيل من اجل أمر اللهِ أي من اجل انّ الله أمرهم بحفظه.
والقمّيّ عن الصادق عليه السلام أنّ هذه الآية قرأت عنده فقال لقارئيها : ألستم عَرْباء فكيف يكون المعقبات من بين يديه وانّما المعقب من خلفه فقال الرجل جعلت فداك كيف هذا فقال إنّما أنزلت لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ خَلْفِهِ ورقيب مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ يَحْفَظُونَهُ بأمر اللهِ ومن ذا الذي يقدر أن يحفظ الشّيءَ من أمر اللهِ وهم الملائكة الموكّلُونَ بالناس ومثله العيّاشيّ : عنه عليه السلام.
وفي المناقب والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : مِنْ أَمْرِ اللهِ يقول بأمر الله من أن يقع في ركيّ (٤) أو يقع عليه حائط أو يصيبه شيء حتّى إذا جاء القدر خلّوا بينه وبينه يدفعونه إلى المقادير وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان بالنهار يتعاقبانه.
__________________
(١) وقيل عالم بالمعدوم والموجود والغيب هو المعدوم وقيل عالم السرّ والعلانية والأولى ان يحمل على العموم ويدخل في هاتين الكلمتين كل معلوم نبّه سبحانه على أنّه عالم بجميع الموجودات منها والمعدومات منها م ن.
(٢) خبأه كمنعه سرّه كخبأه واختبأه ق.
(٣) من سرب سروباً إذا برز وهو عطف على مَنْ او مُسْتَخْفٍ على ان من في معنى الاثنين كقوله تكن مثل من يا ذئب يصطحبان كأنّه قال سواء منكم اثنان مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ.
(٤) الرّكية البئر جمعه ركيّ وركايا ق.