حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ممّا ظنّه وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ محاسباً إيّاه فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ لا يشغله حساب عن حساب وقد سبق معناه.
روي : انّها نزلت في عتبة بن ربيعة بن اميّة تعبّد في الجاهلية والتمس الدين فلمّا جاء الإسلام كفر.
(٤٠) أَوْ كَظُلُماتٍ عطف على كسراب وأو للتحييز فانّ أعمالهم لكونها لاغية لا منفعة لها كالسّراب ولكونها خالية عن نور الحق كالظلمات المتراكمة من لجّ البحر والأمواج والسحاب أو للتّنويع فانّ أعمالهم ان كانت حسنة فكالسراب وان كانت قبيحة فكالظّلمات فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ عميق منسوب الى اللّجج وهو معظم الماء يَغْشاهُ يغشى البحر مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ أي أمواج مترادفة متراكمة مِنْ فَوْقِهِ من فوق الموج الثاني سَحابٌ غطّى النجوم وحجب أنوارها ظُلُماتٌ هذه ظلمات وقرء بالجرّ على إبدالها من الأولى أو باضافة سحاب إليها بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ يعني مَن كان هناك لَمْ يَكَدْ يَراها لم يقرب ان يراها فضلاً ان يريها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ومن لم يقدر له الهداية ولم يوفّقه لأسبابها فَما لَهُ مِنْ نُورٍ خلاف الموفّق الذي له نورٌ على نور.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : أَوْ كَظُلُماتٍ قال الأوّل وصاحبه يَغْشاهُ مَوْجٌ الثالث مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ظلمات الثاني بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ معاوية لعنه الله وفتن بني اميّة إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ المؤمن في ظلمة فتنتهم لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً إِماماً من ولد فاطمة (ع) فَما لَهُ مِنْ نُورٍ امام يوم القيامة.
والقمّيّ عنه عليه السلام : أَوْ كَظُلُماتٍ فلان وفلان فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ يعني نعثل مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ طلحة والزبير بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ معاوية ويزيد لعنهم الله وفتن بني أميّة إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ في ظلمة فتنتهم لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً يعني إماماً من ولد فاطمة عليها السَلام فَما لَهُ مِنْ نُورٍ فما له من امام يمشي بنوره كما في قوله تعالى يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ قال إنّما المؤمنون يوم القيامة نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ حَتّى ينزلوا منازلهم من الجنان.