(٥) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ من إمكانه وكونه مقدوراً فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ أي فانظروا في بَدو خلقكم فانّه يريح ريبكم مِنْ تُرابٍ بخلق آدم منه وبخلق الأغذية المتكون منها المنّي عنه ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ منّي من النّطف وهو الصبّ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ قطعة من الدّم جامِدة ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ قطعة من اللحم وهو في الأصل قدر ما يمضغ.
في الكافي عن الباقر عليه السلام : النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة فتمكث في الرّحم إذا صارت فيه أربعين يوماً ثمّ تصير الى علقة قال وهي علقة كعلقة دم المحجمة الجامدة تمكث في الرّحم بعد تحويلها من النّطفة أربعين يوماً ثمّ تصير مضغة قال وهي مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة ثمّ تصير الى عظم وشق له السّمع والبصر ورتّبت جوارحه مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ
القمّيّ قال المخلّقة إذا صارت تاماً وغير مخلّقة السّقط لِنُبَيِّنَ لَكُمْ قيل في حذف المفعول إيماء الى انّ أفعاله هذه يتبيّن بها من قدرته وحكمته ما لا يحيط به الذكر.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : لِنُبَيِّنَ لَكُمْ انّكم كنتم كذلك في الأرحام وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ فلا يخرج سقطاً.
وفي الكافي عنه عليه السلام : انّه سئل عن ذلك فقال المخلّقة هم الذّر الّذين خلقهم الله في صلب آدم أخذ عليهم الميثاق ثمّ أجراهم في أصلاب الرّجال وأرحام النّساء وهم الذين يخرجون الى الدّنيا حتّى يسئلوا عن الميثاق وامّا قوله وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ فهم كلّ نسمة لم يخلقهم الله عزّ وجلّ في صلب آدم حين خلق الذّر وأخذ عليهم الميثاق وهم النطف من العزل والسقط قبل أن ينفخ فيه الرّوح والحياة والبقاء.
وعنه عليه السلام قال : انّ النّطفة تكون في الرّحم أربعين يوماً ثمّ تصير علقة أربعين يوماً ثمّ تصير مضغة أربعين يوماً فإذا أكمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلّاقين فيقولان يا ربّ ما نخلقه ذكر أو أنثى فيؤمران فيقولان يا ربّ شقيّاً أو سعيداً فيؤمران فيقولان يا ربّ ما اجله وما رزقه وكلّ شيء من حاله وعدّد من ذلك أشياء ويكتبان