قال صاحب المجمع ويدلّ على ذلك ما رواه الخاصّ والعام عن النبيّ صلّى الله عليه وآله انّه قال : لو لم يبق من الدنيا الّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يبعث رجلاً من أهل بيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
(١٠٦) إِنَّ فِي هذا فيما ذكر من الاخبار والمواعظ لَبَلاغاً لكفاية في البلوغ الى البغيّة لِقَوْمٍ عابِدِينَ همّهم العبادة دون العادة.
(١٠٧) وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ لأنّ ما بعثت به سبب لاسعادهم وموجبٌ لصلاح معاشهم ومعادهم وكونه رحمة للكفّار أمنهم به من الخسف والمسخ وعذاب الاستيصال.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث مجيباً لبعض الزنادقة : وامّا قوله لنبيّه صلّى الله عليه وآله وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ وإنّك ترى اهل الملل المخالفة للايمان ومن يجري مجراهم من الكفّار مقيمين على كفرهم إلى هذه الغاية وانّه لو كان رحمة عليهم لاهتدوا جميعاً ونجوا من عذاب السعير فانّ الله تبارك وتعالى اسمه انّما عنى بذلك انّه جعله سبيلاً لانذار أهل هذه الدار لأنّ الأنبياء قبله بعثوا بالتصريح لا بالتعريض وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله منهم إذ صدع بأمر الله واجابه قومه سلموا وسلم أهل دارهم من سائر الخليقة وان خالفوه هلكوا وهلك اهل دارهم بالآفة التي كانت نبيّهم يتوعّدهم بها ويخوّفهم حلولها ونزولها بساحتهم من خسف أو قذف أو رجف أو ريح أو زلزلة أو غير ذلك من أصناف العذاب الذي هلكت به الأمم الخالية وانّ الله علم من نبيّنا صلّى الله عليه وآله ومن الحجج في الأرض الصبر على ما لَمْ يطق من تقدّمهم من الأنبياء الصبر على مثله فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح واثبت حجّة الله تعريضاً لا تصريحاً بقوله في وصيّه من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه وهو منّي بمنزلة هرون من موسى الّا انّه لا نبيّ بعدي وليس من خليقة النبيّ صلّى الله عليه وآله ولا من شيمته أن يقول قولاً لا معنى له فلزم الأمة ان تعلم أنّه لما كانت النبوّة والاخوّة موجودتين في خلق هرون ومعدومتين فيمن جعله النبيّ صلّى الله عليه وآله بمنزلته انّه قد استخلفه على أمّته كما استخلف موسى هرون (ع) حيث