المعلوم بمشيّته كقوله تعالى وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وقوله إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا والقمّيّ يعني من الشّياطين اي لا يسترقون السَّمع وَهُمْ عَنْ آياتِها أحوالها الدّالة على كمال قدرته وعظمته وتناهي علمه وحكمته مُعْرِضُونَ غير متفكرين.
(٣٣) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ بيان لبعض تلك الآيات كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ يسرعون إسراع السّابح في الماء.
(٣٤) وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ
(٣٥) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ
القمّيّ : لمّا اخبر الله عزّ وجلّ نبيّه صَلّى الله عليه وآله بما يصيب أهل بيته بعده صلوات الله عليهم وادّعاء من ادّعى الخلافة دونهم اغتمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله فأنزل الله عزّ وجلّ هذه الآية وقيل نزلت حين قالوا نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ وقد سبق عند تفسير هذه الآية من سورة آل عمران حديث في الفرق بين الموت والقتل وَنَبْلُوكُمْ نعاملكم معاملة المختبرين بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ بالبلايا والنّعم فِتْنَةً ابتلاء وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ فنجازيكم حسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر.
في المجمع عن الصادق عليه السلام : انّ أمير المؤمنين عليه السلام مرض فعاده إخوانه فقالوا كيف نجدك يا أمير المؤمنين قال بشرّ قالوا ما هذا كلام مثلك قال انّ الله تعالى يقول وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً فالخير الصحة والغنى والشر المرض والفقر.
(٣٦) وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ أي بسوء وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ فهم أحقّ أن يهزأ بهم.
(٣٧) خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ كأنّه خلق منه لفرط استعجاله وقلّة ثباته.
القمّيّ قال : لمّا اجرى الله في آدم الرُّوح من قدميه فبلغت الى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر فقال الله عزّ وجلّ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ.