وآله لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار وأمّا قول الله عزّ وجلّ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى فإنّهم لا يشفعون الّا لمن ارتضى الله دينه والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات السيئات فمن ارتضى دينه ندم على ما ارتكبه من الذّنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ من عظمته ومهابته مُشْفِقُونَ مرتعدون وأصل الخشية خوف مع تعظيم ولذلك خصّ بها العلماء والإشفاق خوف مع اعتناء فان عدّى بمن فمعنى الخوف فيه أظهر وان عدّى بعلى فبالعكس.
(٢٩) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ من الملائكة أو من الخلائق إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ قيل يريد به نفي الرّبوبيّة وادّعاء نفي ذلك عن المخلوق وتهديد المشركين بتهديد مدّعي الرّبوبيّة.
والقمّيّ قال من زعم أنّه امام وليس بإمام.
أقول : لعلّ هذا التأويل وذاك التَّفسير كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ
(٣٠) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أولم يعلموا وقرء بغير واو أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما.
في الكافي عن الباقر عليه السلام انّه سئل عن هذه الآية فقال : فلعلّك تزعم أنّهما كانتا رتقاً ملتزقتان ملتصقتان ففتقت إحداهما من الأخرى فقال نعم فقال عليه السلام استغفر ربّك فانّ قول الله عزّ وجلّ كانَتا رَتْقاً يقول كانت السّماء رتقاً لا تنزل المطر وكانت الأرض رتقاً لا تنبت الحبّ فلمّا خلق الله الخلق وبثّ فيها من كلّ دابّة فتق السّماء بالمطر والأرض بنبات الحبّ فقال السّائل اشهد انّك من ولد الأنبياء وانّ عليك علمهم.
وفي الاحتجاج عنه عليه السلام : ما يقرب منه.
وفي الكافي عنه انّه سئل عنهما فقال : انّ الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الأرض وكانت السّماء رتقاً لا تمطر شيئاً وكانت الأرض رتقاً لا تنبت شيئاً فلمّا تاب الله عزّ وجلّ على آدم امر السّماء فتقطرت بالغمام ثمّ أمرها فأرخت عزاليها ثمّ امر الأرض