مريم ويحيى بن زكريا والحسن والحسين عليهما وعليهم السلام ثمّ ذكر قصّتهم وذكر في قصّة يحيى قوله تعالى وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا قال ومن ذلك الحكم انّه كان صبيّاً فقال له الصّبيان هلمّ نلعب قال والله ما للّعب خلقنا وانّما خلقنا للجد لأمر عظيم ثمّ قال وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا يعني تحنّناً ورحمة على والديه وساير عبادنا وَزَكاةً يعني طهارة لمن آمن به وصدّقه وَكانَ تَقِيًّا يتّقي الشّرور والمعاصي وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ محسناً اليهما مطيعاً لهما وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا يقتل على الغضب ويضرب على الغضب لكنّه ما من عبد لله تعالى الا وقد اخطأ وهمّ بخطيئة ما خلا يحيى بن زكريّا فلم يذنب ولم يهمّ بذنب.
(١٥) وَسَلامٌ (١) عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ من ان يناله الشّيطان بما ينال به بني آدم وَيَوْمَ يَمُوتُ من عذاب القبر وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا من هول القيامة وعذاب النار.
في العيون عن الرّضا عليه السلام : انّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن يوم ولد ويوم يخرج من بطن أمّه فيرى الدنيا ويموت فيعاين الآخرة وأهلها ويوم يبعث فيرى احكاماً لم يرها في دار الدنيا وقد سلّم الله عزّ وجلّ على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وأمن روعته فقال وتلى الآية قال وقد سلّم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال وتلا الآية الآتية.
(١٦) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ في القرآن مَرْيَمَ قصّتها إِذِ انْتَبَذَتْ اعتزلت مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا.
القمّيّ قال : خرجت الى النخلة اليابسة.
أقول ويأتي بيانه.
(١٧) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً ستراً وحاجزاً القمّيّ قال في محرابها فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا قال يعني جبرئيل فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا قيل في صورة شاب سوي الخلق.
(١٨) قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ من غاية عفافها إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا تقي الله وتحتفل بالاستعاذة وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبل اي فلا تتعرض لي وتتّعظ بتعويذي أو
__________________
(١) أي سَلامٌ عَلَيْهِ منافي هذه الأيّام.