هلك واعلمه انّ عند ملتقى البحرين عند الصّخرة رجلاً أعلم منك فسر إليه وتعلّم من علمه فنزل جبرئيل على موسى وأخبره وذلّ موسى في نفسه وعلم انّه اخطأ ودخله الرّعب وقال لوصيّه يوشع انّ الله قد أمرني ان اتّبع رجلاً عند ملتقى البحرين واتعلّم منه فتزوّد يوشع حوتاً مملوحاً وخرجا.
وفي العلل والعيّاشي عن الصادق عليه السلام : ما يقرب من صَدر هذا الحديث.
والعيّاشي عنه عليه السلام قال : بينا موسى قاعد في ملإ من بني إسرائيل إذ قال له رجل ما ارى أحداً اعلم بالله منك قال موسى ما ارى فأوحى الله إليه بل عبدي الخضر فسأل السّبيل إليه فكان له آية الحوت ان افتقده وكان من شأنه ما قصّ الله.
(٦١) فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما تركاه لذهولهما عنه أو ذهابه عنهما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ يعني الحوت فِي الْبَحْرِ سَرَباً مسلكاً.
القمّيّ : فلمّا خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلاً مستلقياً على قفاه فلم يعرفاه فأخرج وصيّ موسى الحوت وغسله بالماء ووضعه على الصّخرة ومضيا ونسيا الحوت وكان ذلك الماء ماء الحيوان فحيى الحوت ودخل في الماء فمضى موسى (ع) ويوشع معه حتّى عييا.
والعيّاشي ذكر قصّة الحوت بنحوين آخرين فتارة عنه عليه السلام : انّه شواه ثمّ حمله في مكتل (١) ثم انطلقا يمشيان فانتهيا الى شيخ مستلقى معه عصاه موضوعة الى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه وإذا غطّى رجليه خرج رأسه قال فقام موسى عليه السلام يصلّي وقال ليوشع احفظ عليّ قال فقطرت قطرة من السّماء في المكتل فاضطرب الحوت ثمّ جعل يثب من المكتل الى البحر وهو قوله فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً قال ثمّ إنّه جاء طير فوقع على [ساحل البحر (شاطئ خ ل)] ثم ادخل منقاره فقال يا موسى ما أخذت من علم ربّك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر الحديث.
__________________
(١) المكتل ـ كمنبر ـ : الزنبيل الكبير.