والقمّيّ عطف على الخبر الأوّل الذي حكى عنهم انّهم يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم فقال وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً وهو حكاية عنهم ولفظه خبر والدّليل على انّه حكاية عنهم قوله قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يختص بعلمه أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ فما أبصره لو أسمعه ذكر بصيغة التعجّب للدّلالة على أنّ أمره في الإدراك خارج عن جدّ ما عليه ادراك كلّ مبصر وسامع إذ لا يحجبه شيء ولا يتفاوت دونه لطيف وكثيف وصغير وكبير وخفيّ وجليّ ما لَهُمْ ما لأهل السّماوات والأرض مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍ يتولّى أمورهم وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ في قضائِه أَحَداً منهم وقرئ بالتاء والجزم.
(٢٧) وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ من القرآن لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ملتجأ وموئلاً يقال التحد الى كذا إذا مال إليه.
(٢٨) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ احبسها مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ في طرفي النّهار أو في مجامع أوقاتهم.
العيّاشي عنهما عليهما السّلام : انّما عنى بهما الصلاة وقرئ بالغدوة يُرِيدُونَ وَجْهَهُ رضاه وطاعته وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ ولا يجاوزهم نظرك إلى غيرهم من أبناء الدنيا تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا في مجالسة أهل الغنى وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا بالخذلَان وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً إفراطاً وتجاوزاً للحدّ ونبذاً للحق وراء ظهره القمّيّ : نزلت في سلمان الفارسيّ (رض) كان عليه كساء فيه يكون طعامه وهو دثاره ورداؤه وكان كساء من صوف فدخل عيينة بن حصين على النّبي صلَّى الله عليه وآله وسلمان عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان وقد كان عرق فيه وكان يوماً شديد الحرّ فعرق في الكساء فقال يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحزبه من عندك فإذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل الله عزّ وجلّ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ الآية وهو عيينة بن حَصين بن حذيفة بن بذر الفزاريّ.
وفي المجمع : نزلت في سلمان وأبي ذرّ وصهيب وخبَّاب وغيرهم من فقراء اصحاب النبيّ صلَّى الله عليه وآله وذلك أنّ المؤلّفة قلوبهم جاؤوا إلى رسول الله عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله ان جلست في صدر