وفي الكافي والعيّاشيّ عنه عليه السلام : المخافتة ما دون سمعك والجهر أن ترفع صوتك شديداً وعنه عليه السلام : أنه سئل أعلى الإِمام أن يسمع من خلفه وان كثروا قال ليقرأ قراءة وسطاً ثمّ تلا هذه الآية.
والعيّاشيّ عنهما عليهما السلام : كان رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم إذا كان بمكّة جهر صوته فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك.
وعن الباقر عليه السلام : أنّه قال للصادق عليه السلام يا بنيّ عليك بالحسنة بين السّيئتين تمحُوهما قال وكيف ذلك يا أبة قال مثل قول الله وَلا تَجْهَرْ الآية ومثل قوله وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً الآية ومثل قوله وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا الآية فأسرفوا سيّئة واقتُروا سيّئة وكان بين ذلك قواماً حسنة فعليكَ بالحَسَنة بين السّيّئتين.
أقولُ : أراد أمره بالتوسّط في الأمور كلّها ليسلمَ من الإِفراط والتفريط.
وعن الباقر عليه السلام في هذه الآية : أنّها نسختها فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وعنه عليه السلام : تفسيرها وَلا تَجْهَرْ بولاية عليّ عليه السلام ولا بما أكرمته به حتّى آمُرك بذلك وَلا تُخافِتْ بِها يعني لا تكتمها عليّاً عليه السلام وأعلمه بما أكرمته به وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً سلني إن أذن لك أن تجهر بأمر عليّ بولايته فأذن له بإظهار ذلك يوم غدير خم.
(١١١) وَقُلِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ.
القمّيّ قال ولم يذلّ فيحتاج إلى ناصر ينصره وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : قال رجل عنده الله أكبر فقال الله أكبر من أيّ شيء فقال من كلّ شيءٍ فقال عليه السلام حدّدته فقال الرجل كيف أقول قال قل الله أكبر من أن يوصف وفي رواية أخرى : فقال وكان ثمّة شيء فيكون أكبر منه فقيل
__________________
(١) قيل أن في هذه الآية رداً على اليهود والنّصارى حين قالوا اتَّخذ الله الولد وعلى مُشركي العرَب حيث قالوا لبّيك لا شريك لك الا شريكاً هو لك وعلى الصّابئين والمجوس حين قالوا لو لا أولياء الله لذلّ الله مجمع البيان.