وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعاً فاستفززناه وقومه بالاغراق.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : أراد أن يخرجهم من الأرض وقد علم فرعون وقومه ما أنزل تلك الآيات إلّا الله.
أقولُ : وهذه الرّواية دليل فتح التّاءِ.
(١٠٤) وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ من بعد فرعون واغراقِه لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ التي أراد أن يستفزّكم منها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً مختلطين ثمّ نحكم بينكم واللفيف الجماعات من قبائل شتّى.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : لَفِيفاً يقول جميعاً وفي رواية أخرى : من كلّ ناحية.
(١٠٥) وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وما أنزلنا القرآن إلّا بالحق وما نزل إلّا بالحق وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً للمطيع بالثواب وَنَذِيراً للعاصي بالعقاب.
(١٠٦) وَقُرْآناً فَرَقْناهُ نزّلناه منجمّاً.
في المجمع عن عَلي عليه السلام : فرّقناه بالتّشديد لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ على مهل وتؤدة فانّه أيسر للحفظ وأعون في الفهم وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً على حسب الحوادث.
(١٠٧) قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا فانّ إيمانكم بالقرآن لا يزده كمالاً وامتناعكم عنه لا يورثه نقصاناً إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ أي العلماء الذين قرءوا الكتب السابقة وعرفُوا حقيقة الوحي وأمارات النّبوّة وتمكنّوا من التّمييز بين المحقّ والمبطل.
القمّيّ يعني أهل الكتاب الذين آمنُوا برسول الله إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ القرآن يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً يسقطون على وجوههم تعظيماً لأمر الله وشكراً لانجازه وعده في تلك الكتب ببعثه محمّداً صلَّى الله عليه وآله وسلم على فترة من الرّسل وانزال القرآن عليه.