وفي الكافي والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه قال لرجل اتّق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواماً إنّ التبذير من الإِسراف قال الله وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً.
والعيّاشيّ عنه عَليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال من أنفق شيئاً في غير طاعة الله فهو مبذّر ومن أنفق في سبيل الله فهو مقتصد.
وعنه عليه السلام : أنّه سئل أفيكون تبذير في حلال قال نعم.
وعنه عليه السلام : أنّه دعا برطب فأقبل بعضهم يرمي بالنّوى فقال لا تفعل إنّ هذا من التبذير وانّ الله لا يحبّ الفساد.
وفي المجالِسِ عنه عليه السلام : في قول الله وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً قال لا تبذر في ولاية عليّ عليه السلام.
(٢٧) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ أمثالهم السالكين طريقتهم وهذا هو غاية الذّمّ وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً مبالغاً في الكفر فينبغي أن لا يطاع.
(٢٨) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً وان تعرض عن هؤلاء الذينَ أمرتك بايتاءِ حقوقهم حياءً من الرّدّ لتبتغي الفضلَ من ربك والسعة التي يمكنك معها البذل فقل لهم قولاً ليّناً وعِدهم عِدة جميلة فوضع الابتغاء موضع فقد الرّزق لأنّ فاقد الرّزق مبتغ له.
وفي المجمع والعيّاشيّ : روي أنَّ النّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم كانَ لمّا نزلَتْ هذه الآية إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطي قال يرزقنَا الله وإيّاكم من فضله.
(٢٩) وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ (١) وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ (٢) تمثيل لمنع الشحيح وإسراف المبذّر نهى عنهما وأمَرَ بالاقتصاد بينهما الذي هو الكرم والجود فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً.
__________________
(١) أي لا تكن ممّن لا يعطي شيئاً ولا يهب فتكون بمنزلة من يده مَغْلُولَةً إِلى عنقه لا يقدر على الإِعطاء والبذل وهذا مبالغة في النّهي عن الشّح والإِمساك.
(٢) أي ولا تعط أيضاً جميع ما عندك فتكون بمنزلة من بسط يده حتّى لا يستقرّ فيها شيء وهذا كناية عن الإِسراف.