تعجب منه وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ يعني البَنين.
(٥٨) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى أخبر بولادتها ظَلَ صار وَجْهُهُ مُسْوَدًّا من الكآبة والحياءِ من الناسِ وَهُوَ كَظِيمٌ مملوّ غيظاً من المرأة.
(٥٩) يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ يستخفي منهم مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ محدثاً نفسه متفكراً في أن يتركه عَلى هُونٍ ذلّ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أم يخفيه فيه ويئده (١) أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ حيث يجعلون لمن تعالى عن الولد ما هذا محلّه عندهم (٢)
(٦٠) لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ صفة السوء وهي الحاجة إلى الولد والاستظهار بالذكور وكراهة الإِناث ووأدهنّ خشية الإِملاق والعار وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وهي الصفات الإِلهيّة والغنى عن الصاحبة والولد والنزاهة عن صفات المخلوقين وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ المتفرد بكمال القدرة والحكمة.
(٦١) وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ بكفرهم ومعاصيهم ما تَرَكَ عَلَيْها على الأرض مِنْ دَابَّةٍ قط بشؤم ظلمهم أو من دابّة ظالمة وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى كي يتوالدُوا فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ.
(٦٢) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ أي ما يكرهونه لأنفسهم من البنات والشرّكاءِ في الرّياسة والاستخفاف بالرّسل وأراذل الأموال وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ مع ذلك.
القمّيّ يقول ألسنتهم الكاذبة أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى أي عند الله كقول قائلهم وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ردّ لكلامهم واثبات لضدّه وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ مقدمون إلى النار معجّلون وقرئ بكسر الراءِ من الإِفراط في المعاصي.
القمّيّ أي معذّبون.
__________________
(١) الّذي كان من عادة العرب وهو انّ أحدهم كان يحفر حفيرة صغيرة فإذا ولد له أنثى جعلها فيها وحثى عليها التّراب حتّى تموت تحته وكانوا يفعلون ذلك مخافة الفقر عليهنّ فيطمع غير الأكفّاء فيهن م ن.
(٢) وقيل معناه ساء ما يحكمونه في قتل البنات من مساواتهنّ للبنين في حرمة الولادة ولعلّ الجارية خير من الغلام وروي عن ابن عبّاس : لو أطاع الله النّاس في الناس لما كان النّاس لأنّه ليس أحد الّا ويحبّ ان يولد له ذكر ولو كان الجميع ذكوراً لما كان لهم أولاد فيفنى النّاس.