بم أرسلوا وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ أي القرآن كما سبق آنفاً سمّي ذكراً لأنّه موعظة وتنبيه لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ مما أمروا به ونهوا عنه وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وإرادة أن يتأملوا فيه فيتنبهوا للحقائق والمعارف.
(٤٥) أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ كما خسف بقارون أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ بغتة كما فعل بقوم لوط.
(٤٦) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ إذا جاءوا وذهبوا في متاجرهم وأعمالهم فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ.
(٤٧) أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ على مخافة بأن يهلك قوماً قبلهم فيتخوّفوا فيأتيهم العذاب وهم متخوّفون أو على تنقص بأن ينقصهم شيئاً بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتّى يُهلكوا مِن تخوّفته إذا تنقّصته.
القمّيّ قال على تيقظ وبالجملة هو خلاف قوله مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ.
والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : هم أعداء الله وهم يمسخون ويقذفون ويسيحون في الأرض.
وفي الكافي عن السّجّاد في كلام له في الوعظ والزهد في الدنيا : ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات فانّ الله يقول في محكم كتابه أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ الآية فاحذروا ما حذّركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في الكتاب والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فانّ السعيد من وعظ بغيره فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ حيث لا يعاجلهم بالعقوبة.
(٤٨) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ استفهام إنكار أي قد رأوا أمثال هذه الصنايع فما بالهم لم يتفكّرُوا فيها ليظهر لهم كمال قدرته وقهره فيخافوا منه وقرئ أولم تروا بالتّاءِ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ يعني أَوَلم ينظروا إلى المخلوقات التي لها ظلال متفيّئة وقرئ تتفيّؤ