قال وروي : أنّ الأسود بن عبد يغوث أكل حوتاً مالحاً فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتّى انشق بطنه فمات وهو يقول قتلني ربّ محمّد كل ذلك في ساعة واحدة وذلك أنّهم كانوا بين يدي رسول الله فقالوا يا محمّد ننتظر بك إلى الظهر فان رجعت عن قولك والّا قتلناك فدخل النّبي صلَّى الله عليه وآله وسلم منزله فأغلق عليه بابه مغتّماً لقولهم فأتاه جبرئيل عن الله من ساعته فقال يا محمّد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ يعني أظهر أمرك لأهل مكّة وادعهم إلى الإيمان قال يا جبرئيل كيفَ اصنع بالمستهزئين وما أوعدوني وقال له إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ قال يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي قال قد كفيتهم فأظهر أمره عند ذلك.
والقمّيّ بعد ما ذكر المستهزئين وكيفية كفايتهم قال : فخَرَج رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم فقام على الحجر فقال يا معشر قريش يا معشر عرب أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلَّا الله وأنّي رسول الله آمركم بخلع الأنداد والأصنام فأجيبوني تملكوا به العرب ويدين لكم العجم وتكونوا ملوكاً في الجنّة فاستهزءوا منه وقالوا جنّ محمّد بن عبد الله ولم يجسروا عليه لموضع أبي طالب.
(٩٧) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ من تكذيبك والطعن فيك وفي القرآن.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : يعني فيما يذكره في فضل وصيّه.
(٩٨) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ فافزع إلى الله فيما نابك بالتسبيح والتحميد والصلوة يكفِكَ الهمّ ويكشف عنك الغمّ.
في الكافي عن الصادق عليه السلام : عليك بالصّبر في جميع أمورك فانّ الله عزّ وجلّ بعث محمّداً صلَّى الله عليه وآله وسلم فأمره بالصّبر والرّفق فصبر حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عزّ وجلّ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ الآية.