والقمّيّ نزلت بمكّة بعد أن نبّئ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنين وذكر الحديث بأبسط ممّا في الإكمال قال وكان المستهزءون برسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم خمسة الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن المطّلب والأسود بن عبد يغوث والحرث بن طلاطلة الخزاعيّ.
والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام قال : كان المستهزءون خمسة من قريش وذكر هؤلاء ثمّ قال فلّما قال الله إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ علم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم أنّه قد أخزاهم فأماتهم الله بشّر ميتة.
وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام في حديث : فامّا المستهزءون فقال الله إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فقتل الله خمستهم كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد فأمّا الوليد بن المغيرة فمر بنبل الرجل من خزاعة قد راشه (١) ووضعه في الطريق فأصابه شظيّة (٢) فانقطع اكحله (٣) حتى أدماه فمات وهو يقول قتلني ربّ محمّد وأمّا العاص بن وائل السّهمي فانّه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول قتلني ربّ محمّد وأمّا الأسود بن عبد يغوث فانّه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه امنع هذا عني فقال ما أرى أحداً يصنع بك شيئاً إلّا نفسك فقتله وهو يقول قتلني ربّ محمّد وأمّا الأسود بن المطلب فانّ النبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلم دعا عليه أن يعمي بصره وان يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتّى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقي حتى أثكله الله ولده وأمّا الحرث بن الطلاطلة فانه خرج من بيته في السموم فتحوّل حبشيّاً فرجع إلى أهله فقال أنا الحرث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول قتلني ربّ محمّد.
__________________
(١) راش السّهم يريشه الزق عليه الرّيش كريشه ق.
(٢) والشّظيّة القوس وعظم السّاق وكلّ فلقة من شيء قاموس.
(٣) والأكحل عرق في وسط الذراع يكثر فصده. نهاية. او عرق الحياة ق.