تقدمة في آدم قبل أن يخلقه واحتجاجاً منه عليهم الحديث وقد سبق مع صدره وذيله في سورة البقرة عند قوله تعالى إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً.
وفي التوحيد عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل عن قوله تعالى وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فقال روح اختاره الله واصطفاه وخلقه واضافه إلى نفسه وفضّله على جميع الأرواح فنفخ منه في آدم.
وفيه والعيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عنه فقال إنّ الله خلق خلقاً وخلق روحاً ثمّ أمر ملكاً فنفخ فيه فليست بالتي نقصت من الله شيئاً هي من قدرته.
وفيه وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : أنّه سئل كيف هذا النفخ فقال إنّ الروح متحرك كالريح وإنّما سمّي روحاً لأنّه اشتقّ اسمه من الريح وانّما أخرجت على لفظة الروح لأنّ الروح مجانس للريح وانّما اضافه إلى نفسه لأنّه اصطفاه على ساير الأرواح كما اصطفى بيتاً من البيوت فقال بيتي وقال رسول من الرّسل خليلي وأشباه ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدّبر.
أقول : لما كان الروح يتعلق أوّلاً بالبخار اللطيف المنبعث من القلب ويفيض عليه القوّة الحيوانية فيسري حاملاً لها في تجاويف الشرائين إلى أعماق البدن جعل تعليقه بالبدن نفخاً فهو تمثيل لما به يحصّل الحيوة وذلك لأنّ الروح ليس من عالم الحس والشهادة وانّما هو من عالم الملكوت والغيب والبدن بمنزلة قشر وغلاف وقالب له وإنّما حيوته به وهو الخلق الآخر المشار إليه بقوله سبحانه ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ أي خلقاً لا يشبه هذا الخلق.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : أنّه سئل عن الروح فقال هي من قدرته من الملكوت وممّا يدلّ على ذلك ما سبق من الأخبار في سورة آل عمران عند قوله سبحانه وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ.
وفي البَصائر عن الصادق عليه السلام : مثل المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق إذا أخرجت الجوهرة منه طرح الصندوق ولم يعبأ به وقال : انّ الأرواح لا تمازج البدن ولا