عبارة عن القدرة على إيجاده.
القمّيّ قال الخزانة الماء الذي ينزل من السماءِ فينبت لكل ضرب من الحيوان ما قدّر الله له من الغذاءِ.
أقول : الأول كلام من خلا عن التحصيل والثاني تمثيل للتقريب مِنْ أَفهام الجمهُور وتفسير في الظاهر وأمّا في الباطن والتأويل فالخزائن عبارة عمّا كتبه القلم الأعلى أوّلاً على الوَجه الكلّي في لوح القضاء المحفوظ عن التبديلِ الذي منه يجري ثانياً عَلى الوَجه الجزئي في لوح القدر الذي فيه المحو والإثبات مدرجاً على التنزيل فإلى الأول أشير بقوله وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وبقوله وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ والى الثاني بقوله وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ومنه ينزل ويظهر في عالم الشهادة.
وعن السّجّاد عليه السلام : أنّ في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر قال وهذا تأويل قوله وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ الآية أراد به ما ذكرناه وتمام تحقيق هذا المقام يطلب من كتابنا المسمّى بعلم اليقين فانّه كاف في بيانه.
(٢٢) وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ (١) القمّيّ قال التي تلقح الأشجار.
والعيّاشيّ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم : لا تسبّوا الريح فانّها بُشر وانّها نذر وانّها لواقح فاسألوا الله من خيرها وتعوّذوا به من شرّها فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ نفى عنهم ما أثبته لنفسه في قوله وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ أي نحن الخازنون للماءِ القادرون على خلقه في السماءِ وانزاله منها ولا تقدرون على ذلك.
(٢٣) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ.
__________________
(١) يعني ملاقح جمع ملقحة اي تلقح الشّجرة والسّحاب كأنّها تهيّجه ويقال لواقح جمع لاقح اي حوامل لأنّها تحمل السّحاب م.