والقمّيّ هي منازل الشمس والقمر.
أقولُ : معنى البروج القصور العالية سمّيت الكواكب بها لأنّها للسّيّارات كالمنازل لسكّانها واشتقاقه من التبرّج لظهوره.
في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنّ للشمس ثلاث مائة وستّين برجاً كلّ برج منها مثل جزيرة من جزاير (١) العرب تنزل كل يوم منها فإذا غابت انتهت إلى حد بطنان العرش فلم تزل ساجدة إلى الغد ثمّ تردّ إلى موضع مطلعها ومعها ملكان يهتفان معها.
أقول : وذلك لأنّ سير الشمس إنّما يكون في كلّ برج من البروج الإِثني عشرَ ثلاثين يوماً تقريباً فبهذا الإِعتبار ينقسم كل منها إلى ثلاثين برجاً فيصير ثلاثمائة وستّين وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ في المجمع عن الصادق عليه السلام : بالكواكب النيّرة.
(١٧) وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ فلا يقدر أن يصعد إليها ويوسوس أهلها ويتصرف في أمرها ويطلع على أحوالها.
(١٨) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ اختلسه سرّاً فَأَتْبَعَهُ ولحقه شِهابٌ مُبِينٌ ظاهر للمتبصرين والشهاب شعلة نار ساطعة وقد يطلق للكواكب والسِّنان لما فيهما من البريق.
في المجالس عن الصادق عليه السلام : كان إبليس يخترق السماوات السبع فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلاث سموات وكان يخترق أربع سموات فلما ولد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم حجب عن السبع كلّها ورميت الشياطين بالنجوم وقالت قريش هذا قيام الساعة الذي كنّا نسمع أهل الكتاب يذكرونه وقال عمرو بن أميّة وكان من أرجز أهل الجاهلية انظروا هذه النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أزمان
__________________
(١) جزيرة العرب ما أحاط به بحر الهند وبحر الشّام ثمّ دجلة والفرات وما بين عدن أبين إلى أطراف الشّام طولاً ومن جدّة الى ريف العراق عرضاً م ن.