(٣) ذَرْهُمْ دعهم يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا بدنياهم وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ويشغلهم توقعهم لطول الأعمال واستقامة الأحوالِ من الاستعداد للمعاد فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ سوء صنيعهم إذا عاينوا الجزاءَ وهذا إيذان بأنّهم لا ينفعهم الوعظ ولا ينجع فيهم النّصح ومبالغة في الإنذار والزام للحجّة وتحذير عن إيثار التنعم وتطويل الأمل.
في الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام : إنّما أخاف عليكم اثنين اتباع الهوى وطول الأمَل أمّا اتباع الهوى فانّه يصدّ عن الحقّ وأمّا طول الأمَل فينسي الآخرة.
وعنه عليه السلام : ما أطال عبد الأمل إلّا أساء العَمل وكان يقول لو رأى العبد أَجَله وسرعته إليه لأبغض العَمل في طلب الدنيا.
وعن الباقر عليه السلام قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم : إذا استحقّت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين وذهب الأمل وراء الظهر وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهَبَ الأجَل وراء الظهر.
(٤) وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ أَجَل مقدر كتب في اللّوحِ المحفوظ.
(٥) ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ عنه.
(٦) وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ نادوه على سبيل التهكّم والاستهزاء كما دلّ عليه ما بعده إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ لتقول قول المجانين حين تدّعي أنّ الله نزّل عليك الذّكر أي القرآن.
(٧) لَوْ ما تَأْتِينا هَلّا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ ليصدقوك ويعضدوك على الدعوة كقوله لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ في دعواكَ.
(٨) ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ أي تتنزّل وقرئ بضّم التاءِ وبالنون ونصب الملائكة إِلَّا بِالْحَقِ بالحكمة والمَصلَحة وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ ممهلين يعني لا يمهلهم ساعة.