علّ «في» هنا لظرف القياس دون واقع لمتاع الحياة الدنيا في الآخرة ، فهو قياسا إلى متاع الآخرة قليل ضئيل وكما (فَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) (١٣ : ٢٦).
أم و «قليل» في واقعة ، فإن قليلا من المؤمنين يقدمون متاع الحياة الدنيا بكاملها أو أكثرها إلى الآخرة كمتاع فالمتاع الأول متعة بعيدة (١) ككل
__________________
ـ الحجة والمحرم إلى ذوا الحجة ثم يحجون فيه ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ثم يعودون فيسمون صفر صفر ثم يسمون رجب جمادي الآخرة ثم يسمون شعبان رمضان ورمضان شوال ويسمون ذا القعدة شوال ثم يسمون الحجة ذا القعدة ثم يسمون المحرم ذا الحجة ثم يحجون فيه واسمه عندهم ذو الحجة ثم عادوا مثل هذه القصة فكانوا يحجون في كل شهر عاما .. ثم حج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حجته التي حج فيها فوافق ذو الحجة فذلك حين يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته : إن الزمان قد استدار ...
وفيه أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : كان رجل من بني كنانة يقال له جنادة بن عوف يكنى أبا أمامة ينسئ الشهور وكانت العرب يشتد عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر لا يغير بعضهم على بعض فإذا أراد أن يغير على أحد قام يوما بمنى فخطب فقال : إني أحللت المحرم وحرمت صفر مكانه فيقاتل الناس في المحرم فإذا كان صفر عمدوا ووضعوا الأسنة ثم يقوم في قابل فيقول : إني قد أحللت صفر وحرمت المحرم فيواطئوا أربعة أشهر فيحلوا المحرم.
(١) ويؤيده ما في الدر المنثور ٣ : ٢٣٦ ـ أخرج الحاكم وصححه عن المستورد قال : كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتذاكروا الدنيا والآخرة فقال بعضهم : إنما الدنيا بلاغ للآخرة فيها العمل وفيها الصلاة وفيها الزكاة وقالت طائفة منهم : الآخرة فيها الجنة وقالوا ما شاء الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم فادخل أصبعه فيه فما خرج منه فهي الدنيا ، وفيه أخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله جعل الدنيا قليلا وما بقي منها إلا القليل كالثقب في الغدير شرب صفوه وبقي كدره. وفيه في وصف الدنيا كأصل عن ابن مسعود أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نام على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو اتخذنا لك فقال : ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم راح وتركها ، وفيه عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب أخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى ،