المنزلق المتأرجح المتزحلق ، المنهار في نار جهنم.
إنه مشهد عجاب ، حافل بالحركة المثيرة المغيرة ليطمئن البناة على أساس التقوى على مسيرهم ، إلى مصيرهم النور ، في مواجهة دعاة الكفر والنفاق والطغوى على مسيرهم إلى مصيرهم النار.
فهذان هما صراط الحق لأهليه ، وصراط الباطل لأهليه ، «فهنيأ لأهل الرحمة رحمتهم ، وشنيعا لأهل النار مثواهم» (١) وزحمتهم.
ذلك ، ولأن لأساس البنيان دور في كلا الحق والباطل ، فقد يقدّم الإمام علي (عليه السلام) لإمرة المؤمنين دون مناوئيه إذ أسس بنيانه (عليه السلام) على تقوى من الله منذ عرف نفسه ، وأسس بنيانهم على الشرك والطغوى مهما آمنوا بعد ، فتقوى الله ورضوانه بادئان في تبني صرح الإيمان لأمير المؤمنين (عليه السلام) ثم طغواه وسخطه بادئان في تبني الخلفاء الثلاث وأضرابهم!.
ولقد ترتسم تقوى من الله ورضوان كلمة لا إله إلّا الله ، فالتقوى هي واجهة السلب ، ورضوان هو واجهة الإيجاب ، فلما لم تتقى الله ابتعادا عن سخطه ، لم تحصل على رضوانه ، ولأن عليا (عليه السلام) هو أول من أسلم فقد تقدم على من سواه في رسم كلمة التوحيد.
ولأن شفا الشيء هي حرفه وطرفه ، والجرف هو منحرفه من منعطف الطين الواهي المشرف على السقوط ، والهار هو الانصداع من الخلف ، فقد أسسوا هؤلاء الأنكاد بنيان مسجد الضرار على الطرف المنحرف الواهي المنصدع من الخلف بشفير جهنم (فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
__________________
(١) المصدر في أمالي الشيخ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : ليس عبد من عباد الله ممن أمتحن الله قلبه بالإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو محبنا وليس عبد من عباد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو مبغضنا فأصبح محبنا ينتظر الرحمة وكأن أبواب الرحمة قد فتحت له وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم فهنيأ ...