(وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرائِيلَ (١٣٤) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ)(١٣٥).
«الرجز» هنا هو الحياة البئيسة التعيسة النكدة النكبة من جرّاء خماسية العذاب (قالُوا يا مُوسَى) وقضية الجمع أن يكون فرعون بملئه
__________________
ـ كلها ... وأخذت أشعارهم وأبشارهم وأشفار عيونهم وحواجبهم ولزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم ومنعتهم النوم والقرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسى : ادع لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لأكفن عن بني إسرائيل فدعا موسى (عليه السّلام) حتى ذهب القمل بعد ما أقام عندهم سبعة أيام من السبت إلى السبت فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة ـ أو الشهر الرابع ـ الضفادع فكانت يكون في طعامهم وشرابهم وامتلأت منها بيوتهم وآنيتهم فلا يكشف أحد ثوبا ولا إناء ولا طعاما ولا شرابا إلّا وجد فيه الضفادع وكانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم وكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه ويفتح فاه لأكله فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه فلقوا منها أذى شديدا فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلى موسى (عليه السّلام) وقالوا : هذه المرة نتوب ولا نعود فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فإنا نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل فأخذ عهودهم ومواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعد ما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم فلما كانت السنة الخامسة أرسل عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما فكان القبطي يراه دما والإسرائيلي يراه ماء فإذا شربه الإسرائيلي كان ماء وإذا شربه القبطي كان دما وكان القبطي يقول للإسرائيلي : خذ الماء في فيك وصبه في فيّ فكان إذا صبه في فم القبطي تحول دما وان فرعون اعتراه العطش حتى انه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فإذا مضغها يصير ماءها في فيه دما فمكثوا في ذلك سبعة أيام لا يأكلون إلا الدم ولا يشربون إلا الدم ـ قال زيد بن اسلم : الدم الذي سلط عليهم كان كالرعاف ـ فأتوا موسى (عليه السّلام) فقالوا : «أدع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا ولم يخلوا عن بني إسرائيل» أقول : والمقبول من هذه الرواية وأمثالها ما لا تخالف القرآن وان لمحة وإشارة ، فقد كثرت الإسرائيليات في أحاديثنا لحد ما نجى أى كتاب حديث وفقه وتفسير عنها فلنتجرد لما يوحيه لنا القرآن ، ولنجرده عن التفاسير التي تخالفه أم لا توافقه إذ لا تواتر لنا إسلاميا يعلو القرآن أم يساميه ويوازيه ، فليطرح كل حديث يحدثنا بما لا يصدقه القرآن.