ودرجات وطبقات ومنازل ، فمنه التام المنتهي تمامه ، ومنه الناقص البيّن نقصانه ، ومنه الراجح الزائد رجحانه ـ
قيل : إن الإيمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال : نعم ، قيل : كيف ذلك؟ قال : لأن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها ، فليس من جارحه جارحة إلا وقد وكّلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها : فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم ، وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره ، ومنها عيناه اللتان يبصر بهما ، وأذناه اللتان يسمع بهما ، ويداه اللتان يبطش بهما ، ورجلاه اللتان يمشي بهما ، وفرجه الذي الباه من قبله ، ولسانه الذي ينطق به ، ورأسه الذي فيه وجهه ـ
فليس من هذه جارحة إلا وقد وكّلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها ، بفرض من الله تبارك اسمه ، ينطق به الكتاب لها ، ويشهد به عليها ـ
ففرض على القلب غير ما فرض على السمع ، وفرض على السمع غير ما فرض على العينين ، وفرض على العينين غير ما فرض على اللسان ، وفرض على اللسان غير ما فرض على اليدين ، وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين ، ... فأما فرض القلب ...(١).
(وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)(١٣٠).
هذه الآية والخمس الآتية هي آيات ست لفرعون وملإه ، ثم وآيات تسع لبني إسرائيل وكما قال الله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ ..) (١٧ : ١٠١) والجمع بينها وبين هذه الست بيناه على ضوء الآية في الأسرى (٢).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٣ ـ ٣٧ وفيه تفاصيل وظائف الجوانج والجوارح.
(٢) ج ١٥ : ٣٦١ ـ ٣٦٣ فراجع.