فجئتك فجيعة كما قبل جيئتك ، فهما سواء لنا فما هي عائدتك وفائدتك حتى نطمئن بها ونؤمن لك؟ «قال» لا تستعجلوا ناظرين إلى عجالة الأمر ، مع أنها تتبنى إجالتكم حيث تغلبنا على فرعون في المباراة وذلك حاضرة جيئتي ، وأما مستقبلها ف (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ) على طوله وحوله وقوته وضعفكم ثم (وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ) بديله (فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) بعد ما يعلم كيف تعملون.
ذلك (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ) (٣ : ١٤٠) و «الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر فبكلاهما ستختبر».
هذا ، ولقد بدأوا موسى الرسول (عليه السّلام) بهذه القولة اللّاذعة وهو يطمئنهم ويأمرهم ويرجّيهم برحمة من الله ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فإسرائيل هي إسرائيل صلته صلته وقحة!.
وهنا بعد ما يعدهم موسى باستخلاف الأرض ينبههم أنه ابتلاء من الله دون فوضى جزاف ، وادعاء أنهم أبناء الله وأحباءه!.
وترى «تعملون» تختص بعمل الجوارح؟ إنه حين يقرن بقال أو حال ، يعني عمل الجوارح ، وهو الطليق عما سواه يعم مثلث الأعمال قالا وحالا وأعمالا.
وقد روي عن أبي عبد الله (عليه السّلام) في الإجابة عن سؤال : أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال : ما لا يقبل الله شيئا إلا به؟ قيل : وما هو؟ قال : الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الأعمال درجة ، وأشرفها منزلة ، وأسناها حظا ـ
قيل : ألا تخبرني عن الإيمان أقول هو وعمل ، أم قول بلا عمل؟ فقال : الإيمان عمل كله ، والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بيّن في كتابه ، واضح نوره ، ثابتة حجته ، يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه ـ
قيل : صفه لي جعلت فداك حتى أفهمه؟ قال : الإيمان حالات