الله على ما يصيبكم في سبيله ٣ (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) وليست لأحد سواه ٤ «والعاقبة» وهي الحياة العاقبة الصالحة هنا وفي الأخرى «للمتقين» دون الطاغين ، والمصداق الأجلى للحياة العاقبة هو الدولة الأخيرة الموعودة لزمن القائم الموعود (ع) للمتقين ، كما في آيات وروايات عدة ومنها ما يروى عن الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السّلام) إجابة عن توبيخ هشام : أيها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم ، بنا هدى الله أو لكم وبنا يختم آخركم فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا وليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عزّ وجلّ : (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) .. (١).
فالاستعانة بالله في الهزاهز ، والصبر على المكروه وترك اللذائذ ، هما مما يورثان أصحابها أرض الله وحسن العاقبة في الحياة ، ولكن قوم موسى لم يكونوا بأقل شراسة ونحوسة من قوم فرعون حيث كانوا يواجهونه بكل تأليب وتأنيب :
(قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا قالَ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)(١٢٩).
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٥٧ في أصول الكافي عن أبي بكر الحضرمي قال : لما حمل أبو جعفر إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أمية : إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي (عليهما السّلام) ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كلّ رجل منكم فليوبخه ، ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر (عليه السّلام) قال بيده : السّلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السّلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير إذن فأقبل يوبخه ويقول فيما يقول له : يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصى المسلمين ودعى إلى نفسه وزعم أنه الإمام سفها وقلة علم ووبخه بما أراد أن يوبخه فلما سكت أقبل عليه القول رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم فلما سكت القوم نهض (عليه السّلام) قائما ثم قال : أيها الناس ... فأمر به إلى الحبس ...