وتقصيرات ، وأنهم مهما كانوا صالحين دون تقصير فلا يستحقون الجنة بأعمالهم ، اللهم إلا برجاء الرحمة الربانية ، إذا (وَهُمْ يَطْمَعُونَ).
ذلك وقد تأتي «يطمعون» في مورد العلم تذللا وتطامنا أمام رب العزة وكما قال إبراهيم :
(وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) (٢٦ : ٨٢) وكذلك الذين اتبعوه من النصارى المؤمنين بهذه الرسالة السامية : (وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ. وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) (٥ : ٨٤).
وكذلك السحرة المؤمنون أفضل إيمان من أعضل كفر وأرذله : (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢٦ : ٥١) وفي هذه الآية المرحومة : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) (٣٢ : ١٦).
فالطمع الصالح لدخول الجنة هو للصالحين مهما كانوا من المعصومين كإبراهيم ، فضلا عن كل أصحاب الجنة حيث هم (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) قبل صدور الأمر الذي يحمله رجال الأعراف ب (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ).
(وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(٤٧).
هنا «صرفت» دون «صرفوا» تلمح بانصرافهم تلقاء أصحاب النار دون صرف منهم باختيار ، فانما هو صرف رباني وأمر من ساحة العزة أن