ولأن جعل اليهود قردة كأصحاب السبت وارد في القرآن (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) (٢ : ٦٥).
ولم يرد جعلهم خنازير ، وقد أوعد هنا (عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) وأنبأ بالعذابين : (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ..) (٥ : ٦٠) لذلك قد يصدق هذا المروي عن الرسول (ص) انه قوله فما أجمله ، أن البعض من هؤلاء الحواريين حولوا إلى خنازير (١) حيث الوعيد كان راجعا إليهم دون من سواهم من الذين كفروا بعد نزول المائدة.
ذلك وليس بذلك البعيد أن يمسخ جماعة من الحواريين خنازير وفيهم أنحس منهم وهو يهوذا الأسخر يوطي الذي باع المسيح بدراهم ليصلبوه فشبه لهم وصلب بديلا عنه ، ثم الباقون هم الصالحون الممدوحون في آيتي آل عمران والصف.
__________________
ـ أنزلت المائدة من السماء خبزا ولحما وأمروا الا يخونوا ولا يدخروا لغد فخانوا وادخروا ورفعوا لغد فمسخوا قردة وخنازير.
(١) كما في تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار عن أبي الحسن (ع) قال : ان الخنازير من قوم عيسى سألوا نزول المائدة فلم يؤمنوا بها فمسخهم الله خنازير ، وفيه عن عبد الصمد بن بندار قال سمعت أبا الحسن (ع) يقول : كانت الخنازير قوما من القصارين كذبوا بالمائدة فمسخوا خنازير ، أقول : والجمع بين الروايتين : والمروي عن رسول الله (ص) ان جماعة منهم مسخوا قردة وآخرين مسخوا خنازير كل على قدر كفرهم بالمائدة.