الأيمان ، فلا تعني (لا يُؤاخِذُكُمُ) هنا إلا أصل المؤاخذة فإنه «بما عقدتم الأيمان ـ و ـ بما كسبت قلوبكم». وتعقيد اليمين عما يجب تركه محرم في كل مصاديقه.
٢ ـ (مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ) قد تعني الأوسط شخصيا لا جماعيا ، فليس الأوسط في الجماعة المؤمنة مفروضا على البائس الفقير الذي لا يطعم أهليه بأوسطه إلّا خبزا طازجا ، ثم «كسوتهم» طليقة لا تتقيد بأوسطها إذ لا دليل عليه هنا.
٣ ـ وهنا (تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) دون تقيّد بمؤمنة ، هي مثل (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) (٥٨ : ٣) و «في الرقاب» في واجب إيتاء المال كما في (٢ : ١٧٧) أم واجب الزكاة والصدقات كما في (٩ : ٦٠) وكذلك واجب (فَكُّ رَقَبَةٍ) (٩٠ : ١٣).
فقد قيدت الرقبة بالمؤمنة في قتل الخطأ (٤ : ٩٢) لا سواه ، ولم تقيد فيما سواه إطلاقا ، فهل تقيّد «رقبة» في هذه العديدة المديدة ب «مؤمنة» لأنها قيدت في قتل الخطأ؟ وهذا خطأ من التقييد ، بعيد عن صالح التعبير الطليق!.
وحصيلة الحكم في الآية هي حرمة اللغو في الأيمان أيا كان ، ولكن المؤاخذة مختصة بتعقيد الأيمان كفارة وسواها ، ثم سائر اللغو الذي ليس فيه تعقيد الأيمان لا مؤاخذة فيه بكفارة وسواها كأن تحلف دون أن تعقد على شيء أم تحلف بغير الله.
فالحلف بالله دون نية الالتزام ، أو الحلف به بما هو محظور ، أو الحلف مع النية ثم النقض ، فالكفارة هي في هذه الثلاث لا سواها.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ