من روايات مؤيدة لنزول آية الإكمال بشأن الغدير (١).
ذلك ، وليأس الذين كفروا من دينكم مراحل أخراها بتامّ اليأس وطامّه الجمع بين إكمال الدين وإتمام النعمة بمثلث عمارة الإسلام العامرة : ١ كمال قوانينه الصالحة الانطباق في كل عصر ومصر. ٢ كمال الزعامة الدينية روحية وزمنية ، ٣ وكمال المؤمنين به ائتماما بأئمة الإسلام ، وتطبيقا عميقا للإسلام ، وكل ذلك في الوسط القرآني العظيم ، فإنه المحور الأصيل لهذه الزوايا الثلاث.
ذلك اليأس يحلّق على الذين كفروا في الطول التاريخي والعرض الجغرافي ، ولذلك يحاولون في هدم مثلثه ، مركّزين على تنحية القرآن عن الوسط الإسلامي.
ومهما يكن من شيء فقد تكفي بالمآل إمرة صاحب الأمر لتحقيق ذلك اليأس بأعماقه.
وترى الاضطرار في مخمصة الذي يسمح بارتكاب محرّم أكلا أم إيكالا ، أو محرم في سياسة الشرعة الإلهية ، ما هو حده ومدّه؟.
«مخمصة» ـ وهي حالة الضرورة ـ محدّدة هنا ب (غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ) فالمقصر في ذلك الاضطرار هو متجانف لإثم ، فأكل المحرم ـ كالسكوت أمام السلطة الجائرة ـ محرّم عليه حالة الاضطرار ، رغم وجوبه عليه ـ خوف الموت ـ حفاظا على نفسه.
وتجانف الإثم هو التجاوب معه مهما كان بتقصير في حصول مقدماته
__________________
(١) روات الغدير من الصحابة ـ حسب ما في الغدير ـ مائة وعشرة ، شخصا ، ومن التابعين أربع وثمانون ، وطبقات الرواة العلماء (٣٦٠) شخصا في القرون الإسلامية ، والمؤلفون (٢٦) شخصا والمناشدات به والإحتجاجات اثنان وعشرون (الغدير للعلامة الأميني ١ : ١٤ ـ ٢١٣).