يعيشون بين هذه الأبواب الجهنمية يمينية ويسارية متخلفة عن الشجرة الزيتونة المحمدية التي هي لا شرقية ولا غربية؟!.
«اليوم» يوم الغدير ، الذي بلغ فيه البشير النذير استمرارية القيادة الإسلامية السامية في الصالحين من أمته ، معصومين زمنهم ، والربانيين من علماء الأمة زمن الغيبة.
«اليوم» هو اليوم الذي فيه (يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) يئسوا من زواله واضمحلاله ، حيث اجتمع إلى كماله في نفسه وتمام النعمة فيه ، ما بالإمكان أن يدير رحى المجتمعات البشرية مهما طالت وكثرت.
اجتمع إلى ذلك بقاء واستمرار قيادته الروحية والزمنية ، فإن رمز استمراره وتحليقه ـ يوما مّا ـ على ربوع الإنسانية جمعاء ، فدور الخلافة المعصومة يجمع في نفسه تبيين القرآن والسنة ما لم يكن ليبيّن زمن الرسول (ص) إلا لأبواب مدينة علمه كعلي وفاطمة عليهما السلام وولدهما الأحد عشر ، إضافة إلى القيادة الرسالية التي كان يحملها الرسول (ص) ومن ثم دور الغيبة الكبرى المتوسطة بين عصر الحضور حيث يقوده العلماء الربانيون على ضوء الكتاب والسنة.
فدور التبيين مكمّل لدور التشريع في بعدين اثنين ، فلم يكن الدين مكمّلا ، والنعمة متمّمة ، والإسلام مرضيا ، إلّا بهذه الاستمرارية السامية.
صحيح أن الرسول (ص) كان يبيّن الخلافة المعصومة أحيانا كثيرة ، ولكنها لم تكن تعدو أجواء خاصة ولأشخاص خصوص ، فأين هي وأين البلاغ في جو الغدير بتلك الصورة الوضاءة الهامة التي جلبت أنظار الحاضرين الذين كانوا هم خلاصة المسلمين في عصر النبي (ص) وكلاسة عن جمعهم أجمعين.