ثم وتحكيما لعرى التعظيم لشعائر الله دون تحرّج وتأثّم لأنها كانت كذلك من شعائر الجاهلية : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (٢٢ : ٣٢) ... وكما (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) (٢ : ١٩٩) في وجه عناية المشركين من الناس.
كل ذلك صدّا عن مزعمة المسلمين الجدد : أن شعائر الجاهلية كلها جناح فلتترك في الإسلام ، فالله ينبّههم أن تشابه الشعائر ليس بالذي يسمح لتنازل المسلمين عن شعائرهم الإسلامية المشابهة لها ، لا سيما وأن الشعائر الجاهلية في الحج انتشأت من الشرعة الإبراهيمية فتبّقت بينهم اعتبارا بالحفاظ على بيت مجدهم.
أجل ف (لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) إخلالا بها أو تغييرا لها تحويرا لأن المشركين يطبقونها ، فليست شرعة الله لعبة تقبل الغيار لأمثال هذه التخيلات الجاهلة ، فإنما هي المدار ، سواء وافقت سائر الشعائر أم خالفتها.
وما النهي عن قول «راعنا» إلى «أنظرنا» ـ حيث أصبحت راعنا ملعبة اللّي لليهود سبا على الرسول (ص) ـ إلّا صدا عن ملعنة إسرائيلية تغييرا لعبارة إلى أخرى ، وليس تغييرا لشعار ، فالشعائر الإسلامية ليست لتترك على أية حال.
فإحلال الشهر الحرام مظنة أنّه من شعائر الجاهلية ، منه تحليل القتال فيه ـ ككل ـ كما منه الإحرام في غير أشهر الحج الثلاثة ، نسيئا قد كان يعمله الجاهليون.
وإحلال الهدي والقلائد منه تركهما في الحج تمتعا وقرانا ـ لازبا ـ وإفرادا راجحا.
وأما آمين البيت الحرام وهو جمع الآمّ : القاصد ، من : أمّ يؤمّ ، وليست هنا اسم الفعل ، فهل هي حال للذين آمنوا أن يحلوا شعيرة الإحرام