«ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع ، وكان التلاميذ كلهم نياما فأتى الله العجيب بأمر عجيب فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار شبيها بيسوع حتى أننا اعتقدنا أنه يسوع. أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتقد لينظر أين كان المعلم لذلك تعجبنا وأجبنا : أنت يا سيد هو معلمنا ، أنسيتنا الآن؟. أما هو فقال مبتسما : هل أنتم أغبياء حتى لا تعرفون يهوذا الاسخريوطي؟ وبينما كان يقول هذا دخلت الجنود وألقوا أيديهم على يهوذا لأنه كان شبيها بيسوع من كل وجه» (برنابا ٢١٦ : ١ ـ ٩).
«أما يسوع فوجده الذي يكتب ويعقوب ويوحنا ـ فقالوا وهم باكون : يا معلم لماذا هربت منا؟ فلقد طلبناك ونحن حزانى. بل إن التلاميذ كلهم طلبوك باكين ، فأجاب يسوع : إنما هربت لأني علمت أن جيشا من الشياطين يهيئ لي ما سترونه بعد برهة وجيزة فسيقوم علي رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب وسيطلبون أمرا من الحاكم الروماني بقتلي لأنهم يخافون أن اغتصب ملك إسرائيل. وعلاوة على هذا فإن واحدا من تلاميذي يبيعني ويسلمني كما بيع يوسف الى مصر ، ولكن الله العادل كما يقول النبي داود (١) من نصب فخا لأخيه وقع فيه ، ولكن الله سيخلصني من أيديهم وسينقلني من العالم. فخاف التلاميذ الثلاثة ولكن يسوع عزاهم قائلا : لا تخافوا لأنه لا يسلمني أحد منكم فكان لهم بهذا شيء من العزاء» (برنابا ١٣٩ : ١ ـ ١٠).
الصلب والفداء اليسوعي :
ان قصة الصلب بحق سيدنا المسيح (عليه السّلام) التي يشدّد القرآن النكير عليها ، ليست كقصة من سائر القصص التي يمرّ عليها مر الكرام ، بل
__________________
(١) (كما في مزمور ٩ : ١٥ ـ ٥٧ : ٦).