ذلك ، ويا للهول
من الحسد العارم أن يجرّ بصاحبه الى تلكم المجرات السحيقة الكافرة ، حسدا على ما
آتى الله من فضله أمة أخرى ، كأن لهم نصيبا من الملك :
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ
مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) ٥٣.
فالملك روحيا
وزمنيا لله يؤتيه من يشاء ويعزله عمن يشاء (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ
الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣ : ٢٦).
ويكأن لهم نصيبا
من الملك وجاه ملك الله ، أم تخويلا من الله ، فهم يقتسمون الملك لمن يشاءون : (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ
نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).
__________________