وعصيانا ، وهو من فعل الله حيث ترك نصرهم بالملائكة المسومين ، ووكلهم الى أنفسهم.
كما انه ـ كذلك ـ صرف جماعة آخرين عن مواصلة القتال لمّا وهنوا وحزنوا بما انهزموا وظنوا بالله الظنونا ، صرفا بصرف ، حرفا بحرف ، هنا وهناك جزاء وفاقا.
(صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ) لأنكم انصرفتم : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) ـ (لِيَبْتَلِيَكُمْ) امتهانا للمتخلّفين وامتحانا للصامدين (وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ) بعد ما وبخكم لأنكم كنتم مقاتلين في سبيل الله مهما اخطأتم فإنكم ـ بعد ـ مؤمنون (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).
(إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (١٥٣).
صرفكم «إذ تصعدون» ليبتليكم «إذ تصعدون» وعفى عنكم «إذ تصعدون» ف «إذ» تتعلق بكل هذه الثلاث توافقا لأدب اللفظ والمعنى.
والإصعاد خلاف الصعود كما الإضراب خلاف الضرب ، فهو الانصراف والذهاب بعيدا ـ هنا ـ عن المعركة فرارا دون قرار ، لا سيما وهم زاعمون أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قتيل.
(تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ) من اللّي : الالتفات ، وهنا الالتفات على أحد دون «إلى احد» لتعني خلاف اللفتة الحربية ، فهم حين الذهاب لم يلتفتوا على أحد من المشركين ليواصلوا في قتالهم فانما أدبروا إدبارا وفرارا.
ذلك «و» الحال ان (الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ) إذ كان يلاحقكم