ذلك ، والقلب الخاوي عن الإيمان ، المليء من الشرك ، مرعوب أمام القلوب المؤمنة المطمئنة بطبيعة الحال ، ما قدّم المؤمنون شرائط الإيمان والتزموا بها.
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (١٥٢).
ويا له من تعبير قدير نحرير حيث يرسم مشهد الحرب كما هو ، فلا يذر حركة في الميدان ، ولا خاطرة في النفوس ، ولا سمة في الوجوه ، ولا خالجة في الضمائر إلا ويثبتها ، وكأن العبارات شريطة تحمل صوت المعركة وصورتها وسيرتها وكل ظاهرة منها او باطنة.
«ولقد» تأكيد ان اثنان أن (صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ) حيث وعدكم ان يمدكم بعد بدر (بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ) شرط أن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا.
(صَدَقَكُمُ ...إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ) وهو من الحسّ : إصابة الحس ، فقد أصبتموهم بحسهم إذ يرونكم اكثر مما كنتم تحسّبا أنّ الملائكة المسومين منكم ، حيث سوموا وعلموا أنفسهم كل علائم الجندي المحارب في صفوفكم.
وإصابة ثانية هي إبطال حسهم عن بكرته قتلا ، فان «حسّه» تعني أصاب حسّه وتلك الإصابة المزدوجة هي المعنية من «تحسونهم» دون القتل فقط
__________________
ـ في ذلك فذكر أبا سفيان حين أراد ان يرجع الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وما قذف في قلبه من الرعب فقال : سنلقي ...