و «نفس» تعم كافة النفوس الحية لمكان (أَنْ تَمُوتَ) إضافة الى نفس النفس الدالة على حياة. فكما الإحياء بإذن الله كذلك الإماتة ، فإنهما من اختصاصات الربوبية ، مهما كانت عندنا أسباب لهما ، ولكنما السبب الأخير لأقل تقدير ليس إلا بأذن الله.
والإذن هنا تكويني ، سواء أكان دون وسيط فهو أمره التكويني ، ام بوسيط كأسباب الموت ـ ميتة وحية ـ فهو ايضا امره التكويني مقارنا لأسباب الموت.
ثم (كِتاباً مُؤَجَّلاً) قد تكون حالا ل «تموت» فلا موت إلا بإذن الله في كتابه المؤجل ، فلا يعجل قبل أجله ولا يؤجل عنه ، وبين الأجل المحتوم والمعلق عموم من وجه.
ولأن «تموت» تعم الأجل المعلق الى الأجل المحتوم ، إذا ف «مؤجلا» تعمهما ، فكما الأجل المحتوم ليس إلا بإذن الله ، كذلك المعلق ، مهما كان الثاني بأسباب ظاهرة من خلق الله. فقد ترى أسباب الموت الظاهرة تتوارد على نفس ولكنها لا تموت ، أم لا ترى أسبابه ، أم ترى أسبابا لما دون الموت متواردة على نفس ولكنها تموت ، مما يبرهن أن وراء الأسباب الظاهرة وسواها ـ في حساباتنا ـ للموت وعدمه يتوارى السبب الرباني للموت وعدمه ، ولا فرار عن الموت بسببه الخفي الرباني ، أجلا محتوما او معلقا ، وإنما الفرار عن الأسباب الجلية إذا لم يؤمر بها مثل القتال في سبيل الله ، ففيما وراءها تأتي (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) ـ (لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وأضرابها محكمة حاكمة بالحرمة.
وعلّ «الشاكرين» تعني ـ مع من يريد ثواب الآخرة وهم التجار ـ تعني بأحرى من لا يريد بعمله لا ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة ، انما يريد مرضات