ذلك وهنا اعتراضات واهية خاوية على سنّ تعدد الزوجات كلها هاوية بما مضى ويأتي :
١ انه يوجب البغضاء من الزوجة الأولى حين يرى شريكة لها فيما كانت مختصة بها من حظوة الجنس فتزني بديلا عما ابتليت بها من شريكة خيرة عليها؟.
ولكنه غير وارد في نظام الزواج المتعدد إسلاميا حيث العدل شرط أصيل ، فلو أنه حملها على زنى أو فاحشة سواها لم يسمح في نكاح الثانية ، ثم لا نجد امرأة تزني لأنها ابتليت بشريكة في زوجها غيرة بل هو حسد (١) ، وان
__________________
ـ لقد كثرت الشاردات من بناتنا وعم البلاد وقل الباحثون عن أسباب ذلك ... ولا فائدة لحل الداء إلّا العمل بما يمنع هذه الحالة الرجسة ، ولله در العالم (تومس) فإنه رأى الداء ووصف له الدواء الكافل الشفاء وهو الإباحة للرجل التزوج بأكثر من واحدة وبهذه الواسطة لا محالة تصبح بناتنا ربات بيوت فالبلاء كل البلاء في إجبار الرجل الأروبي على الاكتفاء بامرأة واحدة ، فهذا التحديد هو الذي جعل بناتنا شوارد وقذف بهن إلى التماس أعمال الرجل ولا بد من تفاقم الشر إذا لم يبح للرجل التزوج بأكثر من واحدة.
أي ظن وخرص يحيط بعدد الرجال المتزوجين الذين لهم أولاد غير شرعيين أصبحوا كلا وعالة وعارا على المجتمع الإنساني ، فلو كان عدد الزوجات مباحا لما حاق بأولئك الأولاد وبأمهاتهم ما هم فيه من العذاب الهون ولسلم عرضهن وعرض أولادهن فإن مزاحمة المرأة لرجل ستحل بنا الدمار.
ألم تروا أن حال خلقنا تنادي بأن عليها ما ليس على الرجل وعليه ما ليس عليها وبإباحة تعدد الزوجات تصبح كل امرأة ربة بيت وأم أولاد شرعيين.
وفي رسالة المستر جان ديون بورت الإنجليزي في الاعتذار إلى حضرة محمد والقرآن ترجمة الفاضل السعيدي بالفارسية ، التي ترجمتها الحرفية : لم يعمل في إشاعة الزنا والفحشاء بين الملل المسيحية عامل أقوى من تحريم الكنيسة تعدد الزوجات.
(١) نور الثقلين ١ : ٤٣٩ عن الكافي بسند عن أبي عبد الله (ع) قال : ليس الغيرة إلّا للرجال فأما النساء فإنما ذلك منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرّم على النساء إلّا زوجها وأحل للرجال أربعا ـ