عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ (١٩٨) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٢٠٠)
(وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) (١٨٧).
«و» اذكر (إِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) وهم حملته العلماء دون الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني ، حيث التبيين لا دور له إلّا بعد التبينّ وليس ذلك إلّا للعلماء.
(لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ) واللّام هنا في موضع القسم تأكيدا لمدخولها ، والناس هم أعم من الناس الكتابيين والمشركين والمسلمين مهما اختلفت فاعلية التبيين فيهم ، ومما تدل عليه «لتبيننه» وجوب تبيين الكتاب وتفسيره حسب نصه وظاهره المستقر ، تبيينا لبعضه ببعض دون نثره نثر الدقل وضرب بعضه ببعض ، فانه ليس من تبيين الكتاب وتفسيره ، بل هو تفسير للكتاب عن مراده وتبيين لآراء الذين أوتوا الكتاب ، وهو كتمان للكتاب عن مراداته ومقاصده.
ترى ولماذا «لا تكتمونه» نهيا وقضية صحيح الأدب «لا تكتموه»؟ لأن