كما قال علي بن الحسين (عليهما السلام) «لوددت أنه اذن لي فكلمت الناس ثلاثا ثم صنع الله بي ما أحب ـ قال بيده على صدره ـ ثم قال : ولكنها عزمة من الله أن نصبر ثم تلا هذه الآية (١).
وأخرى تكون قضيتها الكلام ردا على شطحات وشبهات جدالا بالتي هي أحسن إن أمكن ، وثالثه قتالا بكل صمود حفاظا على هالة الايمان وحالته فرديا او جماهيريا.
ولقد أتى عزم الأمور في حقل الدفاع عن الدين ، امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر : (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (٣١ : ١٧) ، ام ـ بالنهاية ـ قتالا في سبيل الله.
إذا فالصبر في حقل المواجهة لأذى الأعداء هو عدم التغلّت عما أنت عليه من إيمان ، وعدم التلفت عما يتوجب عليك في المواجهة سلبا وإيجابا من قضايا الايمان ، فليس هو صبر الفشل والبتل والكسل! ، فانما هو صبر البطل كما تقتضيه بطولته الايمانية.
(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (١٨٦).
هذا توطين لخاطر النبي الأقدس ، القريح الجريح ـ والذين معه ـ من أذى الكافرين ، أنه لا يختص بانهزام أحد وقيلات المنافقين والذين في قلوبهم مرض وويلات ضعفاء الايمان ، بل هو مستمر على مدار الزمن.
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٤٢١ في تفسير العياشي عن أبي خالد الكابلي قال قال علي بن الحسين (عليهما السلام) : ..