ثم ترى «قربان (تَأْكُلُهُ النَّارُ) تسمح لقرابين الأضحى في منى ان تأكلها النار أو الأرض اتّباعا للسنة الرسالية السابقة وإن لم تحلق على كل الرسالات؟.
كلّا ، حيث النار التي كانت تأكل قربان الرسالة كانت ربانية تدليلا على صدق الرسالة ، فلم يكن يسمح وقتذاك ان تحرق القرابين فضلا عن شرعة القرآن المصرحة ب «فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» (٢٢ : ٢٨) ف «قد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها» (١).
ثم ان «قربانا تأكله النار» لم يأت في في القرآن إلا مرة يتيمة هي هذه ،
__________________
ـ القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا وفي تفسير العياشي مثله إلا ان بعد (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) قال : فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمسمائة عام فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع أولئك.
وفيه عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما نزلت هذه الآية .. وقد علم ان قالوا : والله ما قتلنا ولا شهدنا؟ قال : وانما قيل لهم ابرؤا من قتلتهم فأبوا. وفيه عن محمد بن الأرقط عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي تنزل الكوفة؟ قلت : نعم ، قال : فترون قتلة الحسين (عليه السلام) بين أظهركم؟ قال قلت جعلت فداك ما بقي منهم احد ، قال : فإذن أنت لا ترى القاتل الا من قتل او من ولى القتل؟ الم تسمع الى قول الله (قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ ... فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ) فأي رسول قبل الذي كان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أظهركم ولم يكن بينه وبين عيسى رسول ، انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين.
(١) نور الثقلين ١ : ٤١٧ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن آبائه عن الحسين بن علي عن امير المؤمنين (عليهم السلام) حديث طويل وفيه : قال الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أسري به وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها الى بيت المقدس فمن قبلت ذلك منه أرسلت اليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ومن لم اقبل ذلك منه رجع مثبورا وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقراءها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك أضعافا مضاعفة ومن لم اقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الإصار التي كانت على الأمم قبلك.