مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ. فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٧٢ ـ ٧٣).
ندرس في قصة البقرة ـ القصيرة ـ آماد الحمق والعناد في العمق لهؤلاء
__________________
ـ وخطبها ابن عم لذلك الرجل وكان فاسقا رديئا فلم ينعموا له ، فحسد ابن عمه الذي انعموا له فقعد له فقتله غيلة ثم حمله الى موسى (عليه السلام) فقال : يا نبي الله هذا ابن عمي فقد قتل ، فقال موسى (عليه السلام) من قتله؟ قال : لا أدري ، وكان القتل في بني إسرائيل عظيما جدا فعظم ذلك على موسى فاجتمع اليه بنو إسرائيل فقالوا : ما ترى يا نبي الله؟ وكان في بني إسرائيل رجل له بقرة وكان له ابن بارّ كان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته وكان مفتاح بيته تحت رأسه وكان نائما ، وكره ابنه أن ينبهّه وينغص عليه نومه : فانصرف القوم فلم يشتروا سلعته ، فلما انتبه أبوه قال له يا بني ، ماذا صنعت في سلعتك؟ قال : هي قائمة لم أبعها ان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت ان أنبهك وأنغص عليك نومك ، قال له أبوه : قد جعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك ، وشكر الله لابنه ، ما فعل بابيه ، وامر موسى بني إسرائيل ان يذبحوا تلك البقرة بعينها ، فلما اجتمعوا الى موسى وبكوا وضجوا قال لهم موسى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) فتعجبوا وقالوا : (أَتَتَّخِذُنا هُزُواً) نأتيك بقتيل فتقول : اذبحوا بقرة! فقال لهم موسى (أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) فعلموا انهم اخطأوا فقالوا : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) والفارض التي ضربها الفحل ولم تحمل ، والبكر التي لم يضربها الفحل ، فقالوا : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها) اي شديدة الصفرة (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) إليها (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ. قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ) اي لم تذلّل (وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ) اي لا تسقي الزرع (مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها) اي لا نقطة فيها الا الصفرة (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) هي بقرة فلان فذهبوا ليشتروها فقال : لا أبيعها إلّا بملىء جلدها ذهبا فرجعوا الى موسى (عليه السّلام) فأخبروه فقال لهم موسى : لا بد لكم من ذبحها بعينها ، فاشتروها بملىء جلدها ذهبا فذبحوها ، ثم قالوا : يا نبي الله ، تأمرنا؟ فأوحى الله تبارك وتعالى اليه : قل لهم اضربوه ببعضها وقولوا من قتلك؟ فأخذوا الذنب فضربوه وقالوا : من قتلك يا فلان؟ فقال : فلان ابن فلان ابن عمي الذي جاء به ، وهو قوله : (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)