وأمر الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم بشكر نعمة الله عليه وهي النبوة والرسالة ، وإنزال القرآن الكريم عليه. ويكون الشكر بنشر ما أنعم الله عليه ، والتحدث بنعم الله ، والاعتراف بها شكر لها.
ويلاحظ أنه تعالى نهاه عن شيئين وأمره بواحد : نهاه عن قهر اليتيم جزاء لما أنعم به عليه في قوله : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى). ونهاه عن نهر السائل في مقابلة قوله : (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى). وأمره بتحديث نعمة ربه ، وهو في مقابلة قوله : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى).
قال العلماء المحققون : التحديث بنعم الله تعالى جائز مطلقا ، بل مندوب إليه إذا كان الغرض أن يقتدي به غيره ، أو أن يشيع شكر ربه بلسانه ، وإذا لم يأمن على نفسه الفتنة والإعجاب ، فالستر أفضل.
وإنما أخر التحديث تقديما لمصلحة المخلوقات على حق الله ؛ لأن الله غني وهم المحتاجون ، ولهذا رضي لنفسه بالقول فقط.
وروي عن الشافعي أنه رأى التكبير سنة في خاتمة (وَالضُّحى) إلى آخر القرآن ؛ لأنه حين انقطع الوحي كما تقدم ، وأنزلت السورة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الله أكبر» تصديقا لما أتى به القرآن.
وهذا التكبير ليس بقرآن ؛ لأنه لم ينقل كالقرآن نقلا متواترا بسورة وآياته وحروفه ، دون زيادة ولا نقصان. وقال العلماء : لا نقول : إنه لا بد لمن ختم أن يفعله ، ولكنه من فعل فقد أحسن ، ومن ترك فلا حرج.
ولفظ التكبير إما بأن يقول : «الله أكبر» أو يقول : «لا إله إلا الله والله أكبر».