القيامة. وقد بدئت ببيان بعض التبدلات الكونية الخطيرة عند قيام الساعة : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ..) [الآيات : ١ ـ ٥].
وأردفت ذلك حال الإنسان في موقف العرض والحساب يوم القيامة ، وانقسام الناس فريقين : أهل اليمين وأهل الشمال : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ، إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ ...) [الآيات : ٦ ـ ١٥].
ثم أقسم الله بالشفق والليل والقمر على ملاقاة المشركين في القيامة أهوالا شديدة ، وأحوالا عصيبة : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ...) [الآيات : ١٦ ـ ١٩].
وختمت السورة بتوبيخ المشركين والكفار والملاحدة والوجوديين وأمثالهم على عدم إيمانهم بالله تعالى ، وبإنذارهم بالعذاب الأليم ، والتنبيه على نجاة المؤمنين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ، ومنحهم الثواب الدائم المستمر الذي لا ينقطع ولا ينقص : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ...) [الآيات : ٢٠ ـ ٢٥].
والخلاصة : أن السورة اشتملت على مقصدين : بيان ما يلاقيه الإنسان من نتائج أعماله يوم القيامة ، وانحصار المصير إما في جنات النعيم وإما في نيران الجحيم.
أخرج مسلم والنسائي : أن أبا هريرة قرأ بهم : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فسجد فيها ، فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سجد فيها.
وأخرج البخاري ومسلّم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه عن أبي رافع قال : صليت مع أبي هريرة العتمة (العشاء) فقرأ : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فسجد ، فقلت له ، فقال : سجدت خلف أبي القاسم صلىاللهعليهوسلم ، فلا أزال أسجد بها ، حتى ألقاه.