المفردات اللغوية :
(أَفَلا يَنْظُرُونَ) ينظر أهل مكة ونحوهم نظر اعتبار. (الْإِبِلِ) الجمال ، جمع بعير ، ولا وأحد لها من لفظه كنساء وقوم. (كَيْفَ خُلِقَتْ) خلقا يدل على كمال قدرة الله تعالى وحسن تدبيره ، بأن جعلت أداة لحمل الأثقال إلى البلاد النائية ، مع احتمال العطش عشرا فأكثر وخصت بالذكر ؛ لأنها أعجب ما عند العرب من هذا النوع ، وبدئ بها لأنهم أكثر مخالطة لها من غيرها.
(وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ) بلا عمد وأمسكها بما فيها من الكواكب. (وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ) فهي راسخة لا تميل وهي أعلام للسائرين. (سُطِحَتْ) بسطت حتى صارت مهادا موطأة للإقامة عليها. قرئت الأفعال الأربعة بالبناء للمجهول ، وحذف المفعول المنصوب أي خلقتها رفعتها نصبتها ، والمعنى : أفلا ينظرون إلى أنواع المخلوقات من المركبات وغيرها ، ليعرفوا كمال قدرة الخالق ووحدانيته ، فلا ينكروا اقتداره على البعث ، ولذلك عقب به أمر المعاد ، ورتب عليه الأمر بالتذكير.
(فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ) أي فذكرهم نعم الله ودلائل توحيده وعظهم والفت نظرهم إلى الكون كله ، وما عليك ألا ينظروا أو لم يتذكروا ، فإنما عليك البلاغ فقط. (بِمُصَيْطِرٍ) بمسلّط ، لإجبارهم على ما تريد (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) لكن من تولى وكفر بالقرآن (فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) عذاب الآخرة ، وهو في آية سابقة (النَّارَ الْكُبْرى) والأصغر عذاب الدنيا بالقتل والأسر. (إِيابَهُمْ) رجوعهم بعد الموت. (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) في المحشر ، وتقديم الخبر في الجملتين الأخيرتين للتخصيص ، والمبالغة في الوعيد.
سبب النزول :
نزول الآية (١٧):
(أَفَلا يَنْظُرُونَ ..) : أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد عن قتادة قال : لما نعت الله ما في الجنة ، عجب من ذلك أهل الضلالة ، فأنزل الله : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).
المناسبة :
بعد أن حكم الله تعالى بمجيء يوم القيامة ، وقسم الناس فيها إلى فريقين : أشقياء وسعداء ، وو صف أحوال الفريقين ، أقام الدليل على وجوده ووحدانيته