أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢))
الإعراب :
(وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لا تُؤْمِنُونَ) في قراءة : جملة فعلية في موضع نصب على الحال من معنى الفعل في (ما لَكُمْ) ، (وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) : جملة اسمية في موضع نصب على الحال ، والواو : واو الحال ، وتقديره : ما لكم غير مؤمنين بالله تعالى ، والرسول صلىاللهعليهوسلم في هذه الحال ، فهما حالان متداخلتان. وقرئ : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ ..) والمعنى : وأي عذر لكم في ترك الإيمان ، والرسول يدعوكم إليه ، وينبهكم عليه ، ويتلو عليكم الكتاب الناطق بالبراهين والحجج.
(وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى كُلًّا) : منصوب ب (وَعَدَ) و (الْحُسْنى) : منصوب مفعول ثان ل (وَعَدَ) وقرئ : وكل على أنه مبتدأ ، و (وَعَدَ) : خبره ، وقدر في (وَعَدَ) هاء ، أي وعده الله ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي أولئك كل وعد الله ، و (وَعَدَ) : صفة ل (كُلًّا).
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ .. يَوْمَ) : منصوب على الظرف ، والعامل فيه (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) و (يَسْعى نُورُهُمْ) جملة فعلية في موضع نصب على الحال ، لأن (تَرَى) بصرية لا قلبية.
(بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ) تقديره : دخول جنات ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، لأن البشارة إنما تكون بالأحداث ، لا بالجثث.
البلاغة :
(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) فيه حذف بالإيجاز ، تقديره : ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل ، لدلالة الكلام عليه بعدئذ ، ولوضوحه.