بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرّحمن جلّ ذكره
مكيّة أو : مدنيّة ، وهي ثمان وسبعون آية.
سورة الرحمن : في رأي ابن مسعود ومقاتل : مدنية كلها ، وقد كتب في بعض المصاحف أنها مدنية ، والأصح كما ذكر القرطبي وابن كثير والجمهور أنها مكية كلها ، وهو قول الحسن وعروة بن الزبير وعكرمة وعطاء وجابر. وقال ابن عباس : إلا آية منها هي قوله تعالى : (يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية. وهي ثمان وسبعون (٧٨) آية. وعدها بعضهم (٧٦) آية.
ودليل الجمهور والرأي الأصح : ما روى عروة بن الزبير قال : أول من جهر بالقرآن بمكة بعد النبي صلىاللهعليهوسلم ابن مسعود ، وذلك أن الصحابة قالوا : ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قطّ ، فمن رجل يسمعوه؟ فقال ابن مسعود : أنا ، فقالوا : إنا نخشى عليك ، وإنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه ، فأبى ، ثم قام عند المقام ، فقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الرَّحْمنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ) ثم تمادى رافعا بها صوته ، وقريش في أنديتها ، فتأملوا وقالوا : ما يقول ابن أمّ عبد؟ قالوا : هو يقول الذي يزعم محمد أنه أنزل عليه ، ثم ضربوه ، حتى أثّروا في وجهه. وصح أن النبي صلىاللهعليهوسلم قام يصلّي الصبح بنخلة ، فقرأ سورة (الرحمن) ومرّ النفر من الجن ، فآمنوا به.