النافعة في المعاش ، وفي الطور أقسم الله بالجبل الذي حظي بالنور الإلهي بتكليم موسى عليهالسلام وإنزال التوراة عليه لنفع الناس في المعاش والمعاد.
٤ ـ تطابق الأمر للنبي صلىاللهعليهوسلم بالإعراض عن الكافرين ومتابعة تذكير المؤمنين : ففي الذاريات : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) [٥٤] (وَذَكِّرْ ..) [٥٥] وفي الطور : (فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ ..) [٢٩] : (فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ ..)
[٤٥].
ما اشتملت عليه السورة :
لما ختم الله تعالى السورة المتقدمة بوقوع اليوم الموعود ، أقسم على ذلك بالطور ، وهو الجبل الذي ذكر مرارا في قصة موسى عليهالسلام ، والكتاب المسطور : التوراة ونحوها أو اللوح المحفوظ ، والبيت المعمور : الكعبة المشرفة ، والسقف المرفوع : السماء ، والبحر المسجور : المملوء أو الموقد. فهو قسم بآيات كونية علوية وسفلية على أن العذاب آت لا ريب فيه.
ثم وصف الله تعالى عذاب النار الذي يزجّ به المكذبون ، وما يلقونه من الذل والإهانة ، وأردفه بوصف نعيم المتقين أهل الجنة ، وما يتمتعون به من أنواع الملذات في الملبس والمسكن والمطعم والمشرب والزواج بالحور العين.
وأعقب هذا الوصف أمر النبي صلىاللهعليهوسلم بمتابعة التذكير ، وتبليغ الرسالة ، وإنذار الكفرة ، والإعراض عن سفاهة المشركين وافترائهم حين يقولون عنه : إنه شاعر ، أو كاهن ، أو مجنون ، أو مفتر على الله ، ثم أنكر تعالى عليهم مزاعمهم الباطلة هذه ، وأثبت بالأدلة الدامغة صدق رسالة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأقام البراهين والحجج القاطعة على الألوهية الحقة والوحدانية ، ونعى على المشركين قولهم : الملائكة بنات الله ، ووبخهم وتهكم بهم في عنادهم ومكابرتهم وبلوغهم حد إنكار المحسوسات المشاهدة لهم. وختمت السورة بأمر الرسول صلىاللهعليهوسلم بترك الكفار في ضلالهم حتى